ميدان المنشية بالإسكندرية: تاريخ عريق وأحداث تاريخية

يُعتبر ميدان المنشية في الإسكندرية أحد أقدم وأهم الميادين في المدينة، حيث حمل عبر تاريخه أسماء مختلفة مثل “ميدان محمد علي” و”ميدان القناصل”. شهد الميدان أحداثًا تاريخية بارزة، بما في ذلك حادث المنشية الشهير في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وخطاب تأميم قناة السويس.

تاريخ ميدان المنشية

تم تشييد ميدان محمد علي باشا عام 1830، وحمل اسمه لفترة قبل أن يتغير إلى “ميدان القناصل” ثم إلى “ميدان المنشية” نسبة إلى مصممه المعماري الإيطالي فرانشيسكو مانشيني. جاءت فكرة إقامة تمثال الخديوي إسماعيل عام 1865 بعد زيارة الأخير لأوروبا ورؤيته لتماثيل القادة التاريخيين التي تزين ميادينها. أراد إسماعيل تخليد ذكرى جده محمد علي باشا عبر تمثال كان من المقرر وضعه في الإسماعيلية، ثم تم تغيير القرار ليكون في وسط الإسكندرية.

وقع الاختيار على النحات الفرنسي الشهير ألفريد جاكمار، أحد أبرز المثالين في القرن التاسع عشر، لنحت التمثال الذي اكتمل في يوليو 1872. تم نحت التمثال من البرونز وعُرض في شارع الشانزليزيه بفرنسا قبل إرساله إلى مصر. صمم المعماري أمبرواز بودري قاعدة التمثال من الرخام، وتم وضع التمثال في مكانه بالميدان في 19 ديسمبر 1872.

الأحداث التاريخية في ميدان المنشية

شهد ميدان المنشية العديد من الأحداث التاريخية التي تركت بصمتها في تاريخ مصر. من أبرز هذه الأحداث محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954، بالإضافة إلى خطاب تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، وهو القرار المصيري الذي جاء بعد سحب البنك الدولي لتمويل بناء السد العالي.

كما شهد الميدان حادثة قصف الإسكندرية عام 1882 واشتباكات بين المصريين والجاليات الأجنبية في عهد الخديوي توفيق. وفي عام 1979، تعرض الميدان لحريق هائل أتى على مبنى البورصة المجاور، الذي كان تحفة معمارية على الطراز اللاتيني القديم ومزودًا بساعة ضخمة. كان المبنى يُعرف سابقًا باسم “البورصة”، ثم أُطلق عليه “الاتحاد الاشتراكي” و”التحرير” قبل أن يتهدم تمامًا بعد الحريق.