الأزمة المستمرة: حراس المرمى في الأندية المصرية بين الماضي والحاضر
تعيش الأندية المصرية أزمة حقيقية في مركز حراسة المرمى، حيث أصبح هذا المركز كابوسًا يؤرق نوم الإدارات الفنية. اهتزاز مستوى الحراس الكبار، وانعدام الصف الثاني من البدلاء الأكفاء، وقلة المواهب الشابة، كلها عوامل تزيد الأمر تعقيدًا.
تاريخ القرار: منع التعاقد مع حراس أجانب
منذ ما يقرب من 16 عامًا، تم وضع بند يمنع تعاقد الأندية المصرية مع حراس مرمى أجانب. جاء هذا القرار في مايو 2009، تحت قيادة الراحل سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة آنذاك، بناءً على طلب الجهاز الفني للمنتخب الذي رأى أن وجود حراس أجانب يؤثر سلبًا على مستوى الحراس المصريين. وعلى الرغم من التوصيات بإلغاء هذا البند خلال فترة اللجنة الثلاثية لاتحاد الكرة، إلا أنه ما زال ساريًا حتى اليوم.
الواقع الحالي: أزمة لا تنتهي
اليوم، تعاني العديد من الأندية المصرية من عدم الاستقرار في مركز حراسة المرمى. مثال على ذلك، اتجه الأهلي للتعاقد مع سيحا، حارس مرمى حرس الحدود، رغم وجود محمد الشناوي ومصطفى شوبير في صفوفه. وفي الزمالك، تم التعاقد مع مهدي سليمان، رغم وجود محمد عواد ومحمد صبحي. كما يعاني بيراميدز من مشاكل في حراسة المرمى على الرغم من تواجد أحمد الشناوي وشريف إكرامي، وبلغ الأمر حد تصعيد حارس من الناشئين مواليد 2006 لتلبية الاحتياجات.
تصريحات تدق ناقوس الخطر
تصرف حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، يؤكد عمق الأزمة. عندما أصر على الاستعانة بمحمد الشناوي رغم عدم مشاركته مع الأهلي بعد إصابة طويلة، قال في الكواليس: “الشناوي الأفضل، ولا يوجد بديل بنسبته.” هذا التصرف يعكس عدم وجود بدائل قوية على مستوى المنتخب أيضًا.
المشكلة الأساسية: الإعداد والتدريب
أزمة حراس المرمى لا تكمن فقط في الأداء على الميدان، بل أيضًا في الإعداد والتدريب. الأندية تواجه نقصًا في مدربي حراس المرمى المؤهلين لتطوير الناشئين والصاعدين، وكذلك في تحسين أداء الحراس الكبار. وبسبب ذلك، تتجه الأندية إلى مدربين أجانب يعتبرون الأكثر كفاءة ودراسة في هذا المجال.
هل يأتي الحل من الاتحاد؟
بات من الضروري أن يفتح اتحاد الكرة ملف حراس المرمى. الكابتن علاء نبيل، المدير الفني للاتحاد، يمكنه دراسة الأمر مع اللجنة الفنية، بالتعاون مع عصام الحضري، المشرف على حراسة مرمى المنتخبات. الحلول المقترحة قد تشمل تنظيم دورات تدريبية متخصصة، أو حتى إعادة النظر في قرار منع التعاقد مع حراس مرمى أجانب، خاصة في ظل عدم وجود بدائل محلية قوية.