قصة كفاح وشقيقان يعملان في تصليح الأحذية بقنا
منذ أن أبصرت أعينهما النور، وهما لا يفترقان ويتقاسمان الرزق والحب، ويدافع كل منهما عن الآخر، يجلسان داخل محل صغير بمنطقة السوق جنوب قنا، يكتبان معا قصة كفاح طويلة عنوانها التماسك الأسري والسعي الشريف وراء لقمة العيش، وجوههما تنطق قبل ألسنتهما، وجلستهما لا تخلو من المزاح والمرح.
بهدوء وحكمة وابتسامة لا تفارقه يتحدث العم نبيل عن أيام زمان، ويتذكر أولى سنوات عمله مصلحًا للأحذية، منذ أكثر من ستين عامًا ويسترجع ذكرياته مع صنع الأحذية من الجلد الطبيعي بمقاسات مختلفة، ويقول إن “الصنعة كانت ولا تزال الروح التي تسكن الجسد حتى إن أحدهما إذا تأخر عن الذهاب إلى دكانه يشعر كأن به مرضًا.
ويشكل وجودهما معا روحا للمكان، وألفة للزبائن الذين اعتادوا على الذهاب إليهما طوال سنوات طويلة بحثًا عن الدقة والأمانة، وحنان الزمن الجميل الذي يعيشان فيه حتى الآن، حيث تتواجد مباني قديمة عمرها يزيد عن 100 عاما وما زالت متواجدة حتى الآن.
قال نبيل زكي، مصلح أحذية بمحافظة قنا، إنه بدأ العمل في هذه المهنة منذ أن كان في التاسعة من عمره، واليوم يبلغ من العمر 75 عامًا وما زال مستمرًا فيها حتى الآن، كما أنه طوال حياته لم يعمل في مهنة أخرى سوى فترة أدائه للخدمة الوطنية، التي امتدت لسبع سنوات، عاد بعدها ليستكمل مشواره داخل السوق القديم بمدينة قنا.
وأوضح زكي أنه منذ عام 1990 يتشارك المحل مع شقيقه الأصغر، الذي يعمل في نفس الحرفة، حيث يجمعهما المحل الصغير في قلب السوق ومنذ إشراقة كل صباح يخرج نبيل برفقة شقيقه غبريال إلى الورشة، ويعودان معًا في المساء يتقاسمان كل شيء، حتى الرزق اليومي من تصليح الأحذية والشنط.
وأشار غبريال زكي، الشقيق الأصغر، إلى أنه امتهن الحرفة منذ 45 عامًا وتعلمها على يد أحد أعمامه وبدأ باستخدام الأدوات اليدوية واللواصق التقليدية في تصليح الأحذية، قبل أن يتحول تدريجيًا إلى التصليح فقط منذ نحو 10 سنوات، تاركًا التصنيع.
وأضاف غبريال، أن الأحذية في الماضي كانت تصنع بجودة عالية وبأسعار بسيطة لا تتعدى الجنيه الواحد للحذاء الكامل، وكان عدد قليل فقط من الحرفيين يقومون بتصنيعها واختتم حديثه قائلًا:”زمان الحذاء كان بيعيش.. دلوقتي الجاهز ملوش عمر.”

شقيقان يعملان في تصليح الأحذية

غيريال زكي جزماتي من ٥٠ سنه في قنا

نبيل زكي جزماتي بقنا

نبيل وشقيقه غبريال