التين الشوكي في المنيا: زراعة ذكية تواجه التغيرات المناخية وتخلق فرص عمل
يُعد التين الشوكي رمزًا للزراعة الذكية التي تتكيف مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى كونه مصدرًا لخلق فرص عمل للشباب. وفي محافظة المنيا، التي تمتد ظهيرها الصحراوي لمسافة 165 كيلومترًا، أصبحت زراعة التين الشوكي خيارًا مثاليًا للمزارعين بفضل قدرته على تحمل ندرة المياه وتقلبات المناخ. وقد أدى ذلك إلى تزايد الإقبال على زراعته، مدفوعًا بوفرة إنتاجه وزيادة الطلب عليه محليًا وعالميًا.
المنيا تتصدر إنتاج التين الشوكي في مصر
تتميز محافظة المنيا بزراعة أكثر من 15 ألف فدان من التين الشوكي، خاصة في مراكز سمالوط ومطاى وبنى مزار والعدوة. وتحولت المحافظة بفضل هذه الزراعة إلى واحدة من أكبر منتجي التين الشوكي في مصر. وتعتمد هذه الزراعة على الأراضي الرملية التي تتلاءم مع طبيعة المحصول، مما ساهم في التوسع خارج الزمام التقليدي.
تكاليف منخفضة وعائد مرتفع
وفقًا لـ”ندى برسوم”، أحد المزارعين، فإن تكلفة زراعة فدان التين الشوكي تبلغ حوالي 2500 جنيه، حيث يحتاج الفدان إلى 250 شتلة فقط. وعلى الجانب الآخر، يصل العائد السنوي للفدان إلى 100 ألف جنيه، مما يجعل هذه الزراعة جاذبة للمزارعين. كما أن التين الشوكي لا يتطلب كميات كبيرة من المياه أو الأسمدة، مما يجعله مثاليًا للمناطق الصحراوية.
تحمل التغيرات المناخية وسهولة الزراعة
ويضيف “ندى” أن التين الشوكي يتحمل درجات الحرارة العالية والبرودة الشديدة، ويمكن زراعته في أي وقت من العام ونموه في جميع أنواع التربة، خاصة الرملية والطينية. وتستخدم أنظمة الري بالتنقيط للحفاظ على المياه، كما توفر مديرية الزراعة بالمنيا الدعم من خلال توفير الشتلات والأسمدة. ويبدأ المحصول في الإثمار بعد 3 سنوات من الزراعة، ويتم الحصاد من منتصف يوليو حتى سبتمبر، مما يوفر فرص عمل مؤقتة للشباب.
زيادة الطلب المحلي والعالمي
من جانبه، أكد “مدحت شكر”، أحد المزارعين، أن الطلب على التين الشوكي زاد بشكل ملحوظ في السوق المحلي والعالمي، خاصة في موسم الصيف. ويتم تصدير زيت بذور التين الشوكي الذي يستخدم في مستحضرات التجميل والأغراض الطبية. وللتين الشوكي فوائد صحية كبيرة، حيث يحتوي على فيتامينات C وE، ويُستهلك طازجًا أو مبردًا، كما يدخل في إنتاج الكريمات المرطبة ويعمل على خفض الكوليسترول وتحسين وظائف الكلى.
توسعات مستقبلية في زراعة التين الشوكي
وأشار “طلعت محمود”، مزارع آخر، إلى أن زراعة التين الشوكي تعد الأسهل والأوفر تكلفة، حيث لا يحتاج إلى مياه أو أسمدة بكميات كبيرة. ويتم الحصول على التقاوي إما من مديرية الزراعة مجانًا أو من خلال أوراق النباتات المتوفرة في المزارع. ومن المتوقع أن تشهد المنيا مزيدًا من التوسع في زراعة التين الشوكي، خاصة مع توجه الدولة لزراعة المحاصيل المقاومة للجفاف.