التحطيب: تراث صعيدي يبرز بطولات الفرسان في أسوان
في قلب صعيد مصر، وتحديدًا في محافظة أسوان، يحرص أبناء القبائل العربية على إحياء تراث الآباء والأجداد من خلال لعبة “التحطيب” أو مبارزات العصا. هذه اللعبة الشعبية التي توارثتها الأجيال، تعد واحدة من أبرز مظاهر الاحتفالات في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، مثل الأفراح والزفاف، حيث يجتمع أبناء العمومة لمشاهدة الفرسان وهم يتبارون في ساحات مفتوحة أو سرادقات خاصة.
تُقام مباريات التحطيب في أجواء مليئة بالحماس والتراث، حيث تُعرض مهارات الفرسان وقوتهم في استخدام العصا، قبل أن تتحول المنافسة إلى سباقات خيول وفروسية. وتعد هذه اللعبة فرصة للتواصل بين أبناء القبائل، وتعزيز أواصر المحبة والتلاقي بينهم، فضلًا عن كونها وسيلة لإبراز معادن الرجال وقدراتهم البدنية.
ولضمان سير المنافسات بشكل آمن ومنظم، يُعين حكمان لمراقبة اللعب، مهمتهما التحذير من أي سلوك عنيف أو غاضب قد يتسبب في إلحاق الأذى بالمتنافسين. ويحرص الحكمان على التدخل الفوري لتهدئة الأجواء في حال تصاعد حدة المنافسة، مما يؤكد أن الهدف الأساسي من التحطيب هو تعزيز روح المحبة والتضامن بين أفراد القبيلة.

التحطيب لعبة العصا فى صعيد مصر

الحضور

المتابعون للعبة

جانب من العزف على المزمار أثناء التحطيب

جانب من المنافسة

مزمار أثناء اللعب
تُعد لعبة التحطيب أكثر من مجرد منافسة رياضية؛ فهي تعبير عن الهوية الثقافية للصعيد، حيث تُرافقها عروض فنية من العزف على المزمار، تزيد من حيوية الأجواء وتلامس قلوب الحاضرين. وتعكس هذه اللعبة قيم القوة والأخوة التي تشتهر بها القبائل العربية في أسوان، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تراث المنطقة.