تُعتبر قصة الأم دولاجي وأبنائها الأربعة من أبرز قصص الشجاعة والتضحية في تاريخ المسيحية المصرية، وتحديدًا في مدينة إسنا بمحافظة الأقصر. تعود هذه القصة إلى القرن الثالث الميلادي، حيث تحولت الأم دولاجي وأبناؤها “صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس” إلى رموز للثبات في وجه الطغاة الرومان الذين كانوا يحاولون فرض عقائدهم الوثنية على السكان.
فخلال زيارة الوالي الروماني “أريانوس” إلى إسنا، وقف الأبناء الأربعة في وجهه ورفضوا السجود للأوثان، مما أثار غضبه وأمر بإعدامهم. وعندما علمت الأم دولاجي بذلك، توجهت إلى مكان إعدام أبنائها لتشجعهم على الثبات في إيمانهم حتى النهاية. وبعد استشهاد أبنائها، قُتلت هي أيضًا ودُفن الجميع في منزلهم، الذي أصبح فيما بعد موقعًا لكنيسة الأم دولاجي.
يقول الأنبا يواقيم، أسقف عام إسنا وأرمنت، إن كنيسة الأم دولاجي تعد اليوم مزارًا دينيًا هامًا، حيث يأتيها الزوار من مختلف أنحاء مصر والعالم للتعرف على قصة هذه العائلة الشهيدة. ويوضح أن الكنيسة الحالية بُنيت على أنقاض الكنيسة الأولى التي تعرضت للانهيار بسبب الفيضانات وطبيعة الأرض الهشة.
تم تجديد الكنيسة في بداية القرن العشرين على يد أحد أعيان إسنا، وهو الأميرلاي “بدير بك جرجس”، وفي عام 1973 صدر قرار جمهوري بهدم الكنيسة القديمة وإعادة بنائها. وتم تدشين الكنيسة الجديدة رسميًا في 20 أكتوبر 2007 بحضور البابا شنودة الثالث والآلاف من الأهالي وقادة الدين المسيحي والإسلامي.
الاحتفال بعيد استشهاد الأم دولاجى وأولادها الأربعة بإسنا
الاحتفال بعيد استشهاد الأم دولاجى وأولادها الأربعة
الصلوات السنوية فى كنيسة الأم دولاجى بإسنا
جانب من الاحتفال بعيد استشهاد الأم دولاجى وأولادها الأربعة
جانب من اللوحات داخل كنيسة الأم دولاجى بإسنا
رفات الأم دولاجى وأولادها الأربعة فى كنيستهم بإسنا
صلوات قداس عيد استشهاد الأم دولاجى وأولادها الأربعة
صورة تعبيرية للأم دولاجى وأبناؤها الأربعة على مبنى الكنيسة
