البابا تواضروس الثاني يؤكد ارتباط العذراء مريم بمصر ويبرز مكانتها التاريخية والدينية

البابا تواضروس الثاني: العذراء مريم تحتل مكانة فريدة في قلوب المصريين مسلمين ومسيحيين

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن السيدة العذراء مريم تمتلك مكانة استثنائية في وجدان الشعب المصري بجميع أطيافه، مسيحيين ومسلمين على حد سواء، مشددًا على أن ارتباطها بمصر ليس روحيًا فحسب، بل يمتد ليشمل أبعادًا تاريخية ووطنية عميقة.

العلاقة التاريخية بين العذراء والأرض المصرية

جاءت تصريحات البابا خلال عظته الأسبوعية مساء الأربعاء 6 أغسطس 2025 من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي، حيث تناول في سلسلة “حكايات الشجرة المغروسة” موضوع “السيدة العذراء وعلاقتها الخاصة بمصر”، وذلك بالتزامن مع فترة صوم السيدة العذراء التي تحتفل بها الكنيسة القبطية سنويًا خلال شهر أغسطس.

أبرز البابا تواضروس الأثر العميق لزيارة العائلة المقدسة لمصر التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، مؤكدًا أن هذه الزيارة التاريخية تركت بصمات واضحة في الوجدان المصري، حيث باركت السيدة العذراء بيوت المصريين وأرضهم، مما يجعل صومها مناسبة ذات طابع وجداني خاص لدى الأقباط.

ظهورات العذراء ودلالاتها الرمزية

كما أشار قداسته إلى الظهورات العذراوية المتكررة في مصر، وعلى رأسها ظهور الزيتون المبارك عام 1968، مؤكدًا أن هذه الظهورات تشكل دليلًا قويًا على استمرار العلاقة الوثيقة بين العذراء والأرض المصرية. ولاحظ البابا الاهتمام الكبير الذي توليه كل من الكنيسة والدولة المصرية لمسار العائلة المقدسة، الذي تحول إلى مزار عالمي ورمز للبركة الوطنية.

البعد الروحي والوطني لصوم العذراء

واختتم البابا تواضروس الثاني عظته بالتأكيد على الأبعاد المتعددة لصوم العذراء، الذي يجمع بين القيم الروحية والوطنية، معتبرًا إياه تعبيرًا صادقًا عن مشاعر المصريين نحو “هذه الأم المباركة”، وقال في هذا الصدد: “نحن جميعًا – كمصريين – نجلّها ونحبها، لأنها قريبة منا كأم”، مما يعكس عمق الارتباط بين الشعب المصري والسيدة العذراء مريم.