تشهد الكرة الأرضية حدثًا فلكيًا مثيرًا يوم الإثنين الموافق 18 أغسطس 2025، حيث سيعبر كويكب صغير مكتشف حديثًا يُعرف باسم 2025 PY1. الكويكب الذي يبلغ قطره نحو 10 أمتار، يتحرك بسرعة تصل إلى 6.8 كيلومتر في الثانية، ويُتوقع أن يقترب من الأرض على مسافة آمنة.
وفقًا للحسابات الفلكية، سيصل الكويكب إلى أقرب نقطة له من كوكبنا، حيث سيكون على بعد حوالي 295,398 كيلومتر، وهي مسافة تعادل تقريبًا ثلاثة أرباع المسافة بين الأرض والقمر. وأكد العلماء أن هذا الكويكب لا يشكل أي تهديد للأرض، وأن مساره بعيدٌ تمامًا عن الاصطدام بكوكبنا.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة في تقرير حديث أن حجم الكويكب صغير جدًا وفقًا للمعايير القياسية للكويكبات، مما يجعله غير مرئي بالعين المجردة أثناء اقترابه. وأضاف التقرير أنه في حال افتراض مسار اصطدام محتمل ـ وهو احتمال ضئيل للغاية ـ فإن الكويكب سيتحول إلى كرة نارية خلال عبوره الغلاف الجوي للأرض، وهو حدثٌ طبيعي يتكرر عدة مرات سنويًا مع صخور فضائية مماثلة الحجم.
وتشير التقديرات العلمية إلى وجود مئات الملايين من الكويكبات الصغيرة بحجم 2025 PY1 في الفضاء، إلا أن اكتشافها يظل تحديًا كبيرًا بسبب صغر حجمها وسرعتها. غالبية هذه الكويكبات تمر بأمان على مسافات بعيدة جدًا عن الأرض، غالبًا أبعد من مسافة القمر.
ويُعد اكتشاف الكويكبات الصغيرة مثل 2025 PY1 بمثابة إنجاز علمي مهم، نظرًا لسرعة حركتها والنافذة الزمنية الضيقة المتاحة لرصدها، والتي لا تتعدى بضعة أيام قبل أو بعد اقترابها من الأرض. وخلال هذه الفترة يُصبح الكويكب قريبًا بما يكفي لرصده بواسطة التلسكوبات، دون أن تكون سرعته كبيرة لدرجة تصعب معها عملية الاكتشاف.
تُستغل مثل هذه الظواهر الفلكية لدراسة الكويكبات وفهم طبيعة تكوينها، حيث تُعتبر هذه الأجرام بمثابة آلة زمن تحمل أسرارًا عن مرحلة تشكل النظام الشمسي. كما توفر هذه الدراسات فرصة لفهم أصل كوكب الأرض والكواكب الأخرى بشكل أفضل.
كما تُعد مراقبة حركة الكويكب 2025 PY1 فرصة ممتازة لاختبار قدرات الإنسان على اكتشاف وتعقب الأجسام القريبة من الأرض، وتقييم مدى استعدادنا للتعامل مع أي تهديدات محتملة من الكويكبات في المستقبل.