شهد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مصر إنجازًا وطنيًا جديدًا تمثل في حصول المعهد القومي للمعايرة على اعتراف دولي بعدد 19 قدرة قياس حديثة في مجال مترولوجيا الكيمياء وتحضير المواد المرجعية الموثقة. جاء ذلك بحسب تصريحات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي أكد أن هذا الإنجاز يعزز البنية التحتية للجودة في مصر، ويدعم تنافسية الصناعة الوطنية، كما يخدم قطاعات استراتيجية مثل الصحة وسلامة الغذاء والبيئة والمياه.
وقد تم نشر هذه القدرات الجديدة على الموقع الرسمي لقاعدة بيانات المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM-KCDB)، وذلك في إطار الخطة الإستراتيجية للمعهد لتحقيق الاعتراف الدولي والاعتماد بأنشطته المختلفة. كما استوفى المعهد المتطلبات اللازمة وفقًا لاتفاقية الاعتراف الدولي المتبادل بشهادات المعايرة (CIPM-MRA)، بالإضافة إلى متطلبات المواصفات الدولية ISO/IEC 17025:2017 وISO 17034:2016.
ويعد نجاح المعهد في قياس العناصر الثقيلة في الأغذية خطوة هامة نحو تعزيز منظومة سلامة الغذاء، ودعم البنية التحتية الوطنية للقياس والتحليل الكيميائي. كما يسهم هذا الإنجاز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الصحة وجودة الحياة، ويعزز دور المعهد كمرجع وطني في المترولوجيا الكيميائية، وداعم أساسي للجهات الوطنية في مواجهة تحديات الأمن الغذائي.
ومن الجدير بالذكر أن المعهد نجح أيضًا في قياس تركيز العناصر النادرة والثمينة في المواد المتقدمة بدقة عالية، مما يعد أداة ضرورية لدعم المعامل المعتمدة في مجال التحاليل الكيميائية. كما يسهم هذا التقدم في ضمان جودة المنتجات وتعزيز الموثوقية في التحاليل، إلى جانب دعم الصناعة التحويلية وتطوير تقنيات إعادة التدوير.
إلى جانب ذلك، يفتح نشر قدرات القياس في مجال القياسات الكيميائية للأيونات في أنواع المياه المختلفة، مثل مياه الشرب والصرف والبحار والمياه عالية الملوحة، آفاقًا جديدة لتوفير المواد القياسية المعترف بها دوليًا لقطاعات البيئة والمياه والزراعة والأغذية والمشروبات. وهذا يساهم في دعم تنافسية الصادرات المصرية وتسهيل قبولها بالأسواق الخارجية، مما يوفر العملة الصعبة ويعزز مكانة المعهد كالجهة الوحيدة المعترف بها دوليًا في هذا المجال على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط.
وبهذا الإنجاز، يرتفع رصيد المعهد القومي للمعايرة إلى 133 قدرة قياس معترف بها دوليًا ومنشورة على قاعدة بيانات المكتب الدولي للأوزان والمقاييس. وقد جاء هذا الإنجاز نتيجة جهود فريق معمل مترولوجيا التحاليل العضوية والبروتينات، ومعمل التحاليل غير العضوية والكيمياء الكهربية بشعبة مترولوجيا الكيمياء، بالإضافة إلى مشاركتهم الفاعلة في المقارنات الدولية على مستوى المنظمات المترولوجية.
وأكد الوزير أن نشر وتحديث قدرات القياس على قاعدة بيانات المكتب الدولي للأوزان والمقاييس يعد أمرًا ضروريًا لضمان نظام قياس دولي متجانس وشفاف وفعال، مما يعكس التزام مصر بمعايير الجودة العالمية ودورها الرائد في تعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.