ذكرى حريق المسجد الأقصى: جريمة لم تُنسَ بعد 56 عامًا
تمر اليوم الذكرى الـ56 على حريق المسجد الأقصى المبارك، أحد أقدس المقدسات الإسلامية، في حدث أليم لا يزال يثير الحزن والغضب في قلوب المسلمين حول العالم. في مثل هذا اليوم من عام 1969، اقتحم اليهودي المتطرف مايكل دينيس، الحامل للجنسية الأسترالية، المسجد الأقصى وأشعل النيران عمدًا في جناحه الشرقي، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من هذا الصرح الإسلامي العظيم.
تأثير الحريق على معالم المسجد الأقصى
أتى الحريق على العديد من المعالم التاريخية والدينية داخل المسجد الأقصى، بما في ذلك “مسجد عمر”، الذي يمثل ذكرى دخول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مدينة القدس وفتحها. كما تضرر محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأرقام بالإضافة إلى ثلاثة أروقة من أصل سبعة كانت تمتد من الجنوب إلى الشمال. ولم يسلم سقف المسجد من الدمار، حيث سقط جزء منه نتيجة الحريق، كما تحطمت 74 نافذة خشبية وأعمدة حجرية مزخرفة.
محاولات الإنقاذ البطولية
رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي عرقلة عمليات الإنقاذ، هب أبناء الشعب الفلسطيني لإنقاذ ما تبقى من المسجد الأقصى. حيث هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل وبيت لحم ومناطق أخرى في الضفة الغربية للمساعدة في إخماد النيران، رغم قطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد وتأخر مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي عن الوصول في الوقت المناسب.
خطط الاحتلال لطمس الهوية الإسلامية
جاء هذا الحريق الإجرامي ضمن سلسلة من الإجراءات العدوانية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948، بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس. وما زالت هذه الإجراءات مستمرة حتى اليوم، حيث يقتحم المستعمرون الإسرائيليون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، ويمارسون طقوسًا تلمودية ويرفعون علم دولة الاحتلال داخل المسجد، في انتهاك صارخ لحرمة المقدسات الإسلامية.
إعادة الترميم والذاكرة الحية
بعد الحريق، استغرق ترميم المسجد الأقصى عدة سنوات لإعادته إلى حالته الأصلية، لكن الذاكرة التاريخية لهذا الحدث لا تزال حية في قلوب المسلمين. يذكر هذا اليوم المؤلم العالم بالإصرار على حماية المقدسات والدفاع عن الهوية الإسلامية في وجه محاولات التشويه والطمس المستمرة.