أزمة جفاف غير مسبوقة تهدد القطاع الزراعي الإسرائيلي
تشهد إسرائيل أزمة جفاف حادة تؤثر سلبًا على القطاع الزراعي، الذي يعاني من أسوأ عام في تاريخه بسبب نقص المياه والارتفاع القياسي في درجات الحرارة. وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تفاقمت الأزمة مع تناقص هطول الأمطار، مما أدى إلى تحذيرات من سلطة المياه من جفاف شديد يقترب من مستويات كارثية.
خسائر فادحة وتدهور في الإنتاج
قدّرت وزارة الزراعة الإسرائيلية خسائر القطاع الزراعي جراء الجفاف بنحو 50 مليون شيكل (13 مليون دولار)، مع توقعات بأن تصل الخسائر إلى 150 مليون شيكل (40 مليون دولار) بحلول نهاية الموسم في ديسمبر المقبل. وقد تأثرت عشرات الآلاف من الأفدنة، بالإضافة إلى نفوق 50% من أعداد النحل، مما يزيد من حدة الأزمة دون أي مؤشرات على تحسن قريب.
تخفيضات مائية تهدد المزارعين
يواجه المزارعون في إسرائيل تحديات كبيرة مع تخفيضات تصل إلى 35% في تخصيصات المياه، وهي نسبة من المتوقع أن تزداد لتصل إلى 250 مليون متر مكعب بحلول عام 2026. هذه التخفيضات قد تؤدي إلى انخفاض الإنتاج المحلي، وارتفاع الأسعار، وإلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بالقطاع الزراعي.
تحذيرات من انعكاسات اقتصادية واجتماعية
حذرت وزارة الزراعة من أن نقص المياه سيؤثر أيضًا على الثروة الحيوانية بسبب ندرة الأعشاب والأعلاف، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم والألبان. وأكد مسؤول بالوزارة: “نحن في نهاية الصيف، ولا نرى مخرجًا من هذا الوضع”، مشيرًا إلى تفاقم المشكلة مع انخفاض منسوب المياه.
انتقادات واسعة لسياسات التخفيض
انتقد الأمين العام لاتحاد المزارعين الإسرائيليين، أوري دورمان، التخفيضات المائية قائلًا: “التخصيص الحالي هو الحد الأدنى، ولا يمكن إجبار المزارعين على العيش بدون ماء”. ودعا إلى تحميل المستهلكين مسؤولية ترشيد الاستهلاك بدلًا من استهداف الزراعة بشكل حصري.
تأثيرات على المحاصيل والأمن الغذائي
حذر أمين منظمة مزارعي الحمضيات، دانيال كلوسكي، من انخفاض إنتاج المحاصيل التي تحتاج إلى مياه عالية الجودة مثل الطماطم والخيار والجزر والبطاطس. وأكد أن تقليص تخصيصات المياه دون تعويض المزارعين سيؤدي إلى إغلاق مزارع وإضعاف الأمن الغذائي.
حلول مقترحة وتحديات مستقبلية
يستهلك القطاع الزراعي في إسرائيل حوالي 1.2 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، بما في ذلك المياه العذبة والمعاد تدويرها والمالحة. ومع تزايد عدد السكان ونقص هطول الأمطار، تتجه السلطات إلى زيادة تحلية المياه وتعزيز استخدام المياه المعاد تدويرها في الزراعة لمواجهة النقص المتوقع في المستقبل.
وختامًا، تشير توقعات سلطة المياه إلى انخفاض هطول الأمطار بنسبة 12% في السنوات المقبلة، مما يستلزم إجراءات عاجلة لضمان استمرارية القطاع الزراعي وحماية الأمن الغذائي في إسرائيل.