مسجد علي باشا شعراوي بالمنيا.. تحفة معمارية عثمانية تروي تاريخًا عريقًا
تزخر محافظة المنيا بتراث إسلامي فريد، حيث تتنوع آثارها من مسجد عبادة بن الصامت في الشيخ عبادة بديرمواس، إلى مسجد الحسن بن صالح في البهنسا ببني مزار شمالاً، مرورًا بالمساجد الأثرية في الوسط مثل الفولي والعمراوي واللمطي. لكن يبرز بينها جميعًا مسجد علي باشا شعراوي، الواقع على الطريق الزراعي السريع مصر-أسوان في حي غرب مدينة المنيا، كأحد أبرز الشواهد على العمارة العثمانية في مصر.
تاريخ البناء وقصة التأسيس
تشير المصادر التاريخية إلى أن بناء المسجد بدأ عام 1922م، إلا أن القدر لم يمهل علي باشا شعراوي -أحد مؤسسي حزب الوفد ورفيق سعد زغلول- ليرى اكتمال تحفته المعمارية، حيث توفي في نفس العام. لكن إرثه استمر بفضل زوجته التي تولت مهمة إتمام المشروع، ليبقى المسجد شاهدًا على حقبة تاريخية مهمة.
عمارة فريدة تخطف الأبصار
يتميز تصميم المسجد الداخلي بقاعة رئيسية محاطة بأربعة أروقة، مع خمسة أروقة إضافية موازية للقبلة. أما من الخارج، فيلفت النظر القبة الكبيرة التي تعلو المبنى، بينما تبرز المئذنة كتحفة معمارية تضيف بعدًا جماليًا فريدًا. وقد زينت واجهات المسجد بزخارف نباتية وكتابية تشبه تلك الموجودة في مسجد العمراوي بالمنيا، مع أرضية رخامية تزيد من فخامة المكان.

واجهة المسجد التي تجسد الطراز العثماني

القبة التي تعلو المسجد شاهقةً في السماء
موقع استراتيجي يحكي التاريخ
يتمتع المسجد بموقع استثنائي على الطريق الزراعي مصر-أسوان، حيث يبدو للزائر كتحفة معمارية في متحف مفتوح. يقدم المسجد لزواره رحلة عبر الزمن، تمامًا كما تفعل المساجد الأثرية الأخرى المطلة على ضفاف النيل من الجانب الشرقي.

المدخل الرئيسي للمسجد الذي يجذب الأنظار

منظر بانورامي يظهر جمال المسجد وضخامته