سهيل: النجم الذي يشير إلى نهاية الصيف
مع اقتراب نهاية فصل الصيف، يظهر في الأفق الجنوبي نجم “سهيل” بلمعانه الأبيض المائل للصفرة، علامة فلكية شهيرة انتظرها سكان المنطقة العربية منذ القدم كإشارة للتغيرات المناخية القادمة.
تقارير فلكية تكشف عن أهمية سهيل
أفاد تقرير صادر عن الجمعية الفلكية بجدة أن العرب قديماً كانوا يرون في ظهور سهيل بشارة خير، حيث يتزامن ظهوره مع تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس وقصر النهار تدريجياً، بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة خلال الليل. كما تُعلن هذه الظاهرة بدء رحلة الشمس نحو الجنوب بعد أن كانت في ذروتها خلال فصل الصيف.
معلومات علمية عن نجم سهيل
يُعرف سهيل عالمياً باسم “كانوبس”، وهو ثاني ألمع نجم في السماء بعد الشعرى اليمانية. ويبعد عن الأرض حوالي 313 سنة ضوئية، وينتمي إلى كوكبة القاعدة الجنوبية. ولو كان سهيل على نفس بعد الشعرى اليمانية عن الأرض، لكان أكثر النجوم لمعاناً في سماء الليل.
سهيل والتغيرات المناخية
من الناحية العلمية، لا يؤثر سهيل أو أي نجم آخر (باستثناء الشمس) في أحوال الطقس. فهو مجرد إشارة فلكية تتزامن مع التغيرات المناخية الطبيعية الناتجة عن حركة الأرض حول الشمس. ويعتبر سهيل بمثابة ساعة كونية تشير إلى اقتراب الاعتدال الخريفي.
مناطق رؤية سهيل
يمكن رصد نجم سهيل فقط في المناطق الواقعة جنوب دائرة عرض ٣٣ درجة شمالاً، والتي تشمل جنوب الجزيرة العربية وحتى منتصفها، بالإضافة إلى بعض مناطق شمال إفريقيا. أما المناطق الواقعة شمال هذا الحد، مثل شمال الجزيرة العربية ودول الشام، فلا يمكنها رؤية سهيل أبداً، حيث يبقى النجم تحت الأفق طوال العام.
سهيل في الثقافة الشعبية
ارتبط طلوع سهيل في الثقافة الشعبية العربية بالأمثال والأشعار، حتى أصبح علامة فارقة في التقويم الزراعي والموروث الصحراوي. فكان ظهوره إشارة لبدء موسم هجرة بعض الطيور وتوقيتاً مناسباً لزراعة محاصيل معينة.
