حكاية الطين والنار: الفرن البلدي إرث البيوت العريقة في قرى قنا

الفرن البلدي في قنا.. تراث طهوي يقاوم الاندثار

في قرى محافظة قنا بصعيد مصر، لا يزال الفرن البلدي يحتفظ بمكانته كعنصر أساسي في الحياة اليومية، رغم انتشار الأفران الحديثة. فالسيدات هنا يفضلن الخبز البلدي ذو الرائحة الزكية والطعم المميز، والذي يُصنع بعجين يختمر تحت أشعة الشمس قبل شويه في الفرن.

صناعة تحتاج لمهارة فائقة

يقول الحرفي رمضان سلام، أحد آخر صانعي الأفران البلدية في المنطقة: “صناعة الفرن البلدي تحتاج لخبرة طويلة ودقة متناهية”. ويشرح عملية البناء التي تبدأ بتجهيز الطين والطوب، ثم إنشاء قاعدة دائرية بارتفاع نصف متر، تعلوها شبكة حديدية مغطاة بطبقة أسمنتية مقاومة للحرارة.

فرن بلدي صغير بقنا
فرن بلدي صغير بمحافظة قنا

مراحل بناء الفرن البلدي

يضيف سلام: “المرحلة الأصعب هي بناء القبة الطينية التي تتطلب حرفية عالية، مع فتحات لإدخال الخبز ووضع الوقود”. وتستغرق عملية التجفيف أسبوعًا كاملًا في الشتاء قبل أن يصبح الفرن جاهزًا للاستخدام.

فرن طين بقنا
فرن طين تقليدي بمحافظة قنا

استخدامات متعددة للفرن البلدي

لا يقتصر دور الفرن البلدي على صنع الخبز فقط. توضح ربة المنزل فريال هيج: “نستخدمه لطهي الأسماك واللحوم والفول، حيث يكتسب الطعام نكهة مميزة”. كما تشتهر المنطقة بصناعة “الخبز الشمسي” الذي تحرص السيدات على إعداده بطريقة تقليدية.

الخبز الشمسي
الخبز الشمسي أحد منتجات الأفران البلدية

تراث غذائي في خطر

رغم القيمة التراثية والغذائية للفرن البلدي، إلا أن أعداد الحرفيين الماهرين في صناعته تتناقص بشكل ملحوظ. ويحذر خبراء التراث من اختفاء هذه الحرفة التقليدية التي تمثل جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للصعيد المصري.

الخبيز في الفرن البلدي
عملية خبز العيش في الفرن البلدي