انهيار كامل للتعليم في غزة: 650 ألف طفل محرومون من الدراسة
أكد الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن قطاع غزة يشهد “انهيارًا كاملاً” في منظومة التعليم، وذلك بعد تعرض نحو 90% من مدارس القطاع للتدمير الكلي أو الجزئي. وتسبب هذا التدمير في حرمان أكثر من 650 ألف طالب من حقهم في التعليم على مدار العامين الماضيين.
وأوضح أبو حسنة، خلال حديثه مع الإعلامي ياسر رشدي على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الحرب التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر أدت إلى مقتل حوالي 30 طفلًا يوميًا وإصابة 40 آخرين، وهو ما يعادل “محو فصل دراسي كامل كل يوم”. كما أشار إلى مقتل وإصابة مئات المعلمين الذين كانوا يبذلون جهودًا مضنية لتوفير التعليم للأطفال.
وأضاف المتحدث باسم أونروا أن محاولات الوكالة لتوفير بدائل تعليمية، مثل إنشاء خيام تعليمية أو مساحات بديلة داخل مراكز الإيواء، قد باءت بالفشل. ويعود ذلك إلى الازدحام الشديد في قطاع غزة، الذي لا تتجاوز مساحته 50 كيلومترًا مربعًا، في حين يقطنه أكثر من 2.3 مليون فلسطيني. كما ساهمت عوامل أخرى في تفاقم الأزمة، مثل انعدام الكهرباء والإنترنت، واستمرار النزوح، ومخاوف الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس البديلة بسبب المخاطر الأمنية، حيث قُتل عدد من الأطفال أثناء توجههم إلى تلك المساحات.
وأشار أبو حسنة إلى أنه قبل الحرب، كانت أونروا تدير 288 مدرسة في غزة، يدرس فيها أكثر من 300 ألف طالب. وقد حصدت مدارس الوكالة أكثر من 20 جائزة عالمية في مجال جودة التعليم. بالإضافة إلى ذلك، تشرف أونروا على أكثر من 720 مدرسة في فلسطين والدول المضيفة، تقدم خدماتها التعليمية لنحو 560 ألف طالب.
وحذر المتحدث من أن المشهد الحالي في غزة ينذر بكارثة ممتدة، حيث لم يعد هناك أي معهد أو جامعة قائمة بعد تدميرها بالكامل. كما أشار إلى أن مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية، فضلاً عن إصابتهم باضطرابات نفسية وعقلية عميقة نتيجة ما يتعرضون له من رعب وخوف مستمرين.
واختتم حديثه بالقول: “نحن أمام جيل كامل مهدد بالضياع لعقود طويلة، ليس فقط بفقدان التعليم، بل أيضًا بفقدان الأمان والصحة النفسية”.