زاوية الرضوانية في دمياط: إرث إسلامي يروي تاريخ الاحتفالات الدينية
تُعد زاوية الرضوانية أحد أبرز الآثار الإسلامية في محافظة دمياط، التي يعود تاريخها إلى عهد المماليك. كانت هذه الزاوية على مدار القرون محط أنظار طلاب العلم الباحثين عن المعرفة، حيث استقبلت آلاف الطلاب من داخل مصر وخارجها. كما تحولت إلى رمز أساسي لدى أهالي دمياط في الاحتفالات الدينية، خاصة المولد النبوى الشريف.
تاريخ إنشاء زاوية الرضوانية
أُنشئت زاوية الرضوانية عام 1039 هجرية الموافق 1629 ميلادية، على يد الشيخ الأقسماوى السنباطي في عهد الناصر قلاوون. وقد بُنيت في الأساس لتكون مركزًا للعلم والتعليم، لكنها شهدت عصرها الذهبي مع ظهور رضوان جوربحى، الذي حوَّلها إلى مدرسة علمية متكاملة، حتى نُسب اسمها إليه فيما بعد.
سبب التسمية
سُميت الزاوية بـ”الرضوانية” نسبة إلى رضوان جوربحى، أحد المماليك الذين تم تحريرهم. قام رضوان بتحويل المسجد إلى مدرسة متكاملة لنشر العلم، واستقبل أبناء المذاهب الصوفية. ينتمي رضوان جوربحى إلى الطائفة البنكرجية، التي كانت مسؤولة عن حماية الحصون والقلاع، وقد ارتبط اسمه بالمسجد بعد أن أسس مدرسة داخله، مما جعل الأهالي يطلقون عليها اسم “المدرسة الرضوانية”، ومن ثم تحول الاسم إلى زاوية الرضوانية.
طرازها المعماري
شُيدت زاوية الرضوانية على الطراز المملوكي، وتتكون من عدة إيوانات كانت تُستخدم في تقديم دروس العلم والمذاهب الأربعة. تتميز الزاوية بسقف خشبي مزخرف، كما أن قبة المسجد أقيمت على أربعة أعمدة يصل ارتفاعها إلى نحو 20 مترًا. أما المأذنة فتُعد تحفة معمارية، حيث تتكون من دورتين وجوسق. الدورة الأولى مثمنة الشكل، ويعلوها شرفة محمولة على ثلاثة صفوف من المقرنصات، بينما الدورة الثانية أسطوانية الشكل يعلوها جوسق على هيئة المبخرة.
زاوية الرضوانية واحتفالات المولد النبوي
أصبحت زاوية الرضوانية أحد الرموز الأساسية لدى أهالي دمياط في الاحتفالات بالمناسبات الدينية، خاصة المولد النبوى الشريف. يقول الروائي سمير الفيل: “كانت الزاوية تشهد مواكب السيارة التابعة لأبناء الصوفية، والتي كانت مشاهد الاحتفال الرئيسية بالمولد النبوي آنذاك”. وأضاف: “استمرت هذه المشاهد حتى وقت قريب، ومازالت مواكب السيارة أحد المشاهد الأساسية للاحتفال داخل الزاوية”. كما كانت توزيعات الحلوى ووجبات الأرز باللبن جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات، التي ارتبطت باسم الرضوانية بسبب دورها التاريخي في تعليم الصوفية.
صور من زاوية الرضوانية



