الزعيم أحمد عرابي أحد أبرز الأبطال المصريين الذين سطّروا صفحات مشرقة في تاريخ مصر الحديث، حيث ولد وترعرع في قلب الريف المصري بقرية “هرية رزنة” التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية. ولد عرابي في الأول من أبريل عام 1841، وكان والده عمدة القرية، وقد حرص على تعليمه منذ الصغر، فأرسله ليحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. بعد ذلك، التحق بالكلية الحربية، والتي كانت حينها حكرًا على أبناء العمد، وتخرج منها برتبة ملازم.
ارتقى أحمد عرابي سريعًا في الرتب العسكرية ليصبح أصغر نقيب في الجيش المصري وهو في سن العشرين، مما جعله واحدًا من القيادات البارزة في الجيش. وقد عرفه الخديوي إسماعيل وشارك في عدة حروب، منها حرب الحبشة التي كانت ذات دوافع سياسية غير واضحة.
بتفانيه وشجاعته، وصل عرابي إلى رتبة أميرلاي، وهي رتبة نادرًا ما حصل عليها المصريون في ذلك الوقت بسبب الانحياز للأتراك في الجيش. إلا أن عرابي لم يكتفِ بتحقيق النجاح العسكري، بل وقف أمام الخديوي معلنًا أن الشعب المصري لم يُخلق عبدًا أو تراثًا لأحد، مما أشعل فتيل الثورة العرابية.
المولد والنشأة
وُلد أحمد محمد الحسيني عرابي في 31 مارس/آذار 1841 بقرية “هرية رزنة” بمحافظة الشرقية. كان والده، محمد عرابي، شيخًا للقرية ولعب دورًا كبيرًا في تشكيل شخصية نجله، حيث حرص على تعليمه العلوم الشرعية والفقهية. تأثر عرابي بتلك البيئة العلمية والدينية، مما ساهم في تشكيل شخصيته الوطنية.
وفقًا لكمال أبو ضيف، عضو مجلس إدارة جمعية الزعيم أحمد عرابي الثقافية، ذكر عرابي في مذكراته أصل نسبه الذي يعود إلى السيد صالح البلاسي، الذي يُعتقد أنه أول من قدم إلى مصر من العراق، وصولًا إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. هذا النسب كان له أثر عميق في نفس عرابي، الذي رفض التبعية للأجانب.
رغم نشأته في قرية بسيطة، تمكن عرابي بفضل جهده وشجاعته من الوصول إلى منصب ناظر الجهادية (وزير الحربية) دون أن يتخرج من مدرسة عسكرية، في وقت كان الضباط الشراكسة والأتراك يسيطرون على الجيش. اختاره الضباط المصريون زعيمًا للجيش ومتحدثًا باسمهم بسبب وطنيته وشجاعته، ليصبح أول زعيم مصري من أصول فلاحية في العصر الحديث.
قاد عرابي الثورة العرابية في عهد الخديوي توفيق، والتي انتهت باحتلال الإنجليز لمصر عام 1882. حُوكم عرابي عسكريًا وحُكم عليه بالإعدام، إلا أن الحكم خُفف إلى النفي إلى جزيرة سيلان (سريلانكا الآن). عاد إلى مصر بعد 19 عامًا من النفي، تاركًا وراءه إرثًا وطنيًا خالدًا.
من أشهر مقولاته التي لاتزال تتردد حتى اليوم: “خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا ولا عقارًا”.

احفاد عرابى

الزعيم

الزعيم أحمد عرابى

حفيد عرابى يحكى للأطفال بطولات جده

عرابى