في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يشهدها إقليم شرق المتوسط، أكدت الدكتورة حنان حسن بلخى، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، خلال الاحتفال باليوم العالمى للعمل الإنسانى، على التحديات المتفاقمة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني. وأشارت إلى أن هذا اليوم، الذي صادف الثلاثاء، تم تأسيسه في أعقاب تفجير فندق القناة بالعراق عام 2003، ليحتفل بشجاعة أولئك الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين.
وأوضحت بلخي أن إقليم شرق المتوسط، الذي شهد نشأة برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، يواجه حاليًا بعضًا من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه. وأكدت في بيان رسمي أن الاحتياجات الإنسانية أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، في ظل انخفاض غير مسبوق في التمويل، مما يدفع عمال الإغاثة إلى اتخاذ قرارات صعبة حول من يحصل على المساعدة ومن يُترك دون دعم. ودعت إلى ضرورة تغيير هذا الواقع بشكل عاجل قبل فوات الأوان.
وفي السياق ذاته، سلطت بلخي الضوء على تصاعد الاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني، حيث شهد العام الماضي أعلى معدل وفيات بين عمال الإغاثة على مستوى العالم. كما حذرت من أن عام 2025 قد يشهد تصاعدًا أكبر في هذه الاعتداءات، حيث تم التحقق من وقوع 382 هجمة على مرافق الرعاية الصحية في إقليم شرق المتوسط، أسفرت عن 1040 وفاة و324 إصابة. وأشارت إلى أن 80% من هذه الهجمات وقعت في الأرض الفلسطينية المحتلة، بينما شهد السودان 90% من الوفيات.
وأضافت أن عمال الإغاثة تعرضوا للاستهداف والقتل في عدة دول، بما في ذلك أفغانستان وإيران ولبنان والصومال وسوريا واليمن. وذكرت أن عشرات العاملين في مجال الإغاثة ما زالوا محتجزين في اليمن، بينهم أحد موظفي منظمة الصحة العالمية، داعيةً إلى إطلاق سراحهم فورًا دون قيد أو شرط.
كما كشفت عن تعرض موظفي المنظمة وأسرهم في غزة لمعاملة مهينة، حيث تم إجلاؤهم قسرًا من مساكنهم في دير البلح، مع استمرار احتجاز أحد الموظفين. وأعربت بلخي عن تقديرها البالغ للشجاعة التي يبديها العاملون الصحيون والإنسانيون في جميع أنحاء الإقليم، مؤكدة أنهم يواصلون تقديم الرعاية وإنقاذ الأرواح رغم الظروف القاسية والمخاطر الجسيمة التي يتعرضون لها.
وأكدت بلخي أن النظام العالمي ما زال عاجزًا عن حماية العاملين الإنسانيين والمدنيين، داعيةً إلى إنهاء هذا الوضع عبر دعم القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. كما طالبت المجتمع الدولي ببذل جهود أكبر لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام، وتوفير التمويل الكافي للاحتياجات الإنسانية، واستعادة صحة وكرامة جميع المحتاجين في إقليم شرق المتوسط.
واختتمت بلخي تصريحاتها بالتشديد على أن ملايين الأرواح معرضة للخطر، مؤكدة أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الإنسانية، إذ أن العالم بأسره يتطلع إلى هذه الجهود.