فابيو الحارس البرازيلي الذي تحدى الزمن وسجل رقمًا قياسيًا في خوض المباريات عبر التاريخ

عندما انتهت المباراة في ملعب ماراكانا بانتصار فلوميننسي على أميركا دي كالي، لم يكن الحدث الأبرز هو نتيجة المباراة، بل اسم أحد اللاعبين الذي سيُسجل بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية: فابيو. الحارس البرازيلي الكبير، البالغ من العمر 44 عامًا، حقق إنجازًا استثنائيًا بتسجيله حضورًا في 1391 مباراة رسمية، ليصبح اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ كرة القدم، متجاوزًا الأسطورة الإنجليزية بيتر شيلتون.

لاعب يقترب من ثلاثة عقود في الملاعب

بدأ فابيو مسيرته الكروية قبل ما يقرب من 30 عامًا، وتحديدًا في عام 1997، والذي شهد أيضًا اعتزال شيلتون، وكأن الأقدار أرادت أن تسلم الشعلة من حارس إلى آخر. خلال مسيرته الطويلة، ظل فابيو وفيا للملاعب البرازيلية، حيث ارتدى قمصان أونياو بانديرانتي وفاسكو دا غاما، قبل أن يكتب أمجاده مع كروزيرو، حيث خاض 976 مباراة، ثم واصل تألقه مع فلوميننسي منذ عام 2022 وحتى اليوم.

الإنجاز الذي حققه فابيو لا يعكس مجرد رقم قياسي، بل يكشف عن قدرة استثنائية على الاستمرارية والاحترافية. يقول مدربه ريناتو جاوتشو: “لا يمكن لأي لاعب أن يصل إلى هذا العدد من المباريات دون أن يتمتع باحترافية من مستوى عالٍ، وفابيو هو مثال حي على ذلك.”

المشجعون الذين حضر المباراة لم يترددوا في تكريمه، حيث هتفوا بصوت واحد: “فابيو.. أفضل حارس في البرازيل”، في لحظة تأكيد على مكانته الأسطورية في عالم كرة القدم.

لم يكن فابيو مجرد لاعب يسعى لتسجيل الأرقام القياسية، بل حقق إنجازات كبيرة، أبرزها التتويج بكأس ليبرتادوريس مع فلوميننسي عام 2023، بالإضافة إلى المشاركة في نصف نهائي كأس العالم للأندية، وهو ما يعكس أن العمر ليس حاجزًا أمام تحقيق الأحلام عندما يصاحبها الشغف والتفاني.

قد تمر سنوات طويلة قبل أن يهدد أي لاعب رقمًا قياسيًا كهذا، ولكن ما هو مؤكد أن قصة فابيو أصبحت درسًا في الإصرار والتفاني وحب اللعبة. في زمن يتسم بالسرعة والضغط في عالم كرة القدم، أثبت فابيو أن الاستمرارية نفسها قد تكون أعظم إنجاز يمكن أن يحققه لاعب.

اليوم، لا يحمل فابيو قفاز الحارس فحسب، بل يحمل معه لقبًا لن يُنسى: “الرجل الذي لعب أكثر من أي شخص آخر”.

فابيو

فابيو