العم محمد مبارك.. حكاية أسطورة التحطيب البالغ من العمر 75 عامًا
في قرى صعيد مصر، حيث تتجذر التقاليد الأصيلة، يقف العم محمد مبارك (75 عامًا) شاهدًا على إرث عريق من فنون التحطيب. بشيبته التي تزين رأسه وتجاعيد وجهه التي تحكي قصص الزمن، لا يزال هذا الرجل العجوز متمسكًا بلعبة عمرها آلاف السنين، بدأ ممارستها منذ أن كان فتىً في الحادية عشرة من عمره.
رحلة مع التحطيب منذ الطفولة
تعلّم مبارك أصول هذه اللعبة التراثية على يد والده، أحد عمالقة التحطيب في زمانه. يقول العم محمد: “كنت أرافق والدي إلى الموالد والأفراح حيث كانت حلقات التحطيب جزءًا أساسيًا من الاحتفالات”. ولا تزال بعض القرى تحافظ على هذه التقاليد حتى اليوم، حيث تزين حفلات الزفاف بحلقات التحطيب وعروض الفروسية.

العم محمد مبارك أثناء أداء حركات التحطيب التقليدية
أخلاقيات التحطيب.. فلسفة حياة
يؤكد العم محمد أن للتحطيب فلسفة خاصة: “هي لعبة تربي النفس على التواضع والشجاعة، وليست للتفاخر أو إيذاء الآخرين”. ويضيف: “داخل حلقة التحطيب، يسود الاحترام بين الجميع، الكبير يحترم الصغير، والصغير يكرم الكبير”.
ويروي قصة تعكس أخلاقيات هذه اللعبة: “في إحدى المرات، أصبت أحد اللاعبين عن غير قصد، لكن الجميع هدأني وأكرموا ضيافتي، لأنهم يعرفون أن التحطيب لعبة شرف”.

العم محمد مبارك يحمل عصاه التي رافقته لعقود
إرث مصري منقوش على جدران المعابد
تشير النقوش الأثرية إلى أن التحطيب يرجع إلى عصر الفراعنة، حيث كانت تمارس كفن قتالي ورياضة روحية. اليوم، يحمل العم محمد مبارك مشعل هذا التراث، حيث لا يزال يشارك في العروض رغم تقدم سنه، حاملاً عصاه التي أصبحت جزءًا من هويته.

أسطورة التحطيب في صعيد مصر
يبقى العم محمد مبارك رمزًا حيًا لتراث يتحدى الزمن، وشاهدًا على عظمة فنون مصرية قديمة لا تزال تنبض بالحياة بين أبناء الصعيد، حاملةً قيم الشجاعة والكرامة والاحترام.